لأن الحب هو أسمى المشاعر على الإطلاق، والخطابات التي نمررها بيننا باسمه، قادرة عن التعبير عما يجول في ذهننا و ما تعجز كلماتنا المنطوقة عن قوله، و لأن الأطفال هم الأمل، كتب غسان كنفاني هذه الرسالة الصغيرة لإبنة شقيقته لميس في عيد ميلادها الثامن:
عندما أعطيك أملي، عندما أجعله وقفا عليك، فمعنى ذلك أنني أعطيك حياتي نفسها، يا حياتي نفسها، و معنى” ذلك أنني أعطيك نفسي، يا نفسي، و لا أعتقد أن هنالك أغلى من نفس الانسان على نفسه، كي يقدمه إلى من يحب و يأمل
أيتها العزيزة
أنتِ تصعدين الآن، فيما نحن بدأنا نهبط، لقد أوشك دورنا أن يتمّ.. كان دور هذا الجيل أقصر دور أي جيل مرّ في التاريخ، إننا نعيش لحظات حاسمة في تاريخ البشر، و هنالك الناس ينقسمون إلى معتركٍ و مُتفرِّج…
أما المتفرج فلسوف يعيش جيله كله، و يمتصه حتى آخره، أما المعترِك، فسرعان ما سوف يسقط، فالمعركة قاسية، و قدرته الانسانية لن تحتمل كثيراً و لقد اخترتُ أنا، أيتها الصغيرة، ألا أكون متفرجا، و هذا يعني أنني اخترت أن أعيش اللحظات الحاسمة من تاريخنا مهما كانت قصيرة.. و في اللحظة التي سيتم فيها الاستقرار سوف لن نكون نحن ذوي نفع على الإطلاق، و لسوف يتولى القيادة جيل جديد، أما نحن، فلسوف نتنحى جانبا
هؤلاء “الآخرين” ، يا صغيرتي، هم أنتم… لسوف ندفع لكم من قلقنا ثمن اطمئنانكم، و لسوف تستقرون على “حساب ثورتنا… إن مشيئة التاريخ أن نكون نحن، و نحن فقط جيل الانقلاب
x
plant
القوة التي تضَع حبّات الرمانِ ، واحدةً واحدةً داخلَ قِشرتها ، تعلمُ في أيّ قلب تَضعك ، فلا تقلق.
- جلال الدين الرومي
ما زال فيهم نرجسٌ رخوٌ يخافُ من الجفافْ
ما زال فيهم ما يغيِّرُهم إِذا عادوا ولم يجدوا :
الشقائقَ ذاتَها
وَبَرَ السفرجلةِ العنيدةِ ذاتَها
والأقحوانةَ ذاتَها
والأَكيدنيا ذاتَها
وسنابلَ القمحِ الطويلةَ ذاتَها
والبيلسانةَ ذاتَها
وجدائلَ الثومِ المجفَّفِ ذاتَها
والسنديانَةَ ذاتَها
والأَبجديّةَ ذاتَها
.. كانوا على وشك الهبوط إلى هواءِ بيوتهم..
من أَيَّ حلمٍ يحلمون؟
بأيِّ شيءٍ يدخلون حدائقَ الأَبوابِ
والمنفى هو المنفى
.. وكانوا يعرفون طريقَهم حتى نهايته وكانوا يحلمونْ
instagram | theflowerhat
pottery shopping
يرمي ثيابه في البئر
يرمي كتبه وخاتم الزواج
يرمي ماضيه المريض
وحاضره الخائف
يرمي أغانيه القديمة
وأصدقاءه المنافقين
يرمي كل ما تطاله يداه
من أوراق ومذكرات
من أفكار ودمى
يرمي بئر حياته في البئر
يرمي دماغه أخيراً
ويستدير
نقياً وأبيض وسهلاً
الآن فقط
يستطيع أن يقول: أحبك.
تغيير | رياض الصالح الحسين
Emily Brontë, Wuthering Heights